تعد الأمراض النباتية التي تحدثها الفطور من أهم العوامل المسؤولة عن إحداث خسائر مهمة لمختاف المحاصيل الزراعية في المنطقة العربية.
تنتشر هذه الأمراض في جميع بلدان المنطقة وعلى مدار العام، ولكنها تكون أكثر خطورة في الربيع حيث الحرارة معتدلة والرطوبة عالية. تؤدي هذه الأمراض، إذا توافرت لها ظروف بيئية مناسبة، وعوائل عالية القابلية للإصابة إلى تدمير المحصول بالكامل، مؤثرة في الأمن الغذائي للشعوب والدخل القومي للبلد والفردي للمزارع.
تتوزع هذه الأمراض على محاصيل صناعية مهمة كالقطن الذي يحنو تحت وطأة مسببات الذبول: Fusarium and Verticillium wilts؛ والشوندر السكري الذي يتعرض للإصابة بمرضي التبقع السركسبوري والتدرن المرمري (Urophlyctis leproides) اللذين يؤثران سلباً في مواصفات المنتج وصناعة السكر؛ ومحاصيل غذائية مهمة كالأقماح التي تصاب بشدة بأمراض الصدأ (Puccinia striiformis, P. triticina و P. graminis tritici) وتبقعات الأوراق (Septoria & Helminthosporium)؛ والبقوليات الغذائية التي تصاب بلفحات أسكوكيتا (Ascochta spp.) والتبقع الشوكولاتي والعفن الرمادي (Botryotinia fuckeliana و B. cinerea) والذبول (Fusarium oxysporum) والهالوك (Orobanche spp.).
كما تصاب أشجار الفاكهة بنوعيها: التفاحيات واللوزيات/الحلويات بأمراض فطرية كالجربScab والمونيليوز Brown rot وتجعد الأوراق Leaf curl والبياض الدقيقي Powdery milews ومكنسة الساحرة witches’ broom فينخفض إنتاجها وتتدنى نوعية ثمارها وتنخفض قيمتها التسويقية ويعاق تخزينها. وتصاب محاصيل الخضر بأمراض قد تكون مدمرة أحيانا كأمراض البياض الزغبي downy mildews والدقيقي Powdery mildews واللفحات المبكرة والمتأخرة Early and late blights والذبول Wilts، وبخاصة تلك المزروعة تحت الدفيئات.
تعد الإدارة المتكاملة لهذه الأمراض الوسيلة الفضلى لتقليل الخسائر، ويعد مكون استنباط واستخدام أصناف مقاومة فضلى الطرائق كونها أمينة وصديقة للبيئة. وقد تم تطوير أصناف مقاومة للفحات الأسكوكيتا والذبول في الفول والحمص والعدس؛ وصدأ الورقة والصدأ الأصفر في الأقماح؛ كما طورت أصناف عديدة إزاء بعض الأمراض الخطيرة التي تصيب محاصيل الخضر. إن استخدام المكافحة الكيميائية محدود بسبب التكلفة العالية والافتقار إلى المعلومات الفنية الضرورية لاستخدامها الأمثل، ناهيك عن تأثيرها في البيئة والحياة البرية. كما أن المكافحة الأحيائية إزاء الأمراض النباتية التي تحدثها الفطور ما زالت تحبو في خطواتها الأولى.
اعداد الدكتور بسام بياعة