من بين العوامل المختلفة التي تسبب الأمراض للمحاصيل الزراعية ، تعتبر الأمراض الفيروسية بعد الأمراض الفطرية والديدان الخيطية (النيماتودا) من أهم العوامل التي تسبب الخسائر الاقتصادية للمحاصيل.
في البلدان العربية، من المرجح أن تشكل الخسائر الناجمة عن الأمراض الفيروسية خسائر اقتصادية أكبر مما هو معترف به، لأن طبيعة الخسائر والمهارات اللازمة لتحديد العوامل المسببة تختلف عن تلك التي تسببها الأمراض الفطرية والبكتيرية والديدان الخيطية. تختلف الأهمية الاقتصادية للفيروس في محصول معين على نطاق واسع، وهذا يتوقف على توافر
(أ) مصدر اللقاح، (ب) ناقل الفيروس، (جـ) الأصناف الحساسة، و (د) الظروف البيئية المؤاتية.
من حسن الحظ أنه ليس كل الفيروسات التي تؤثر على محصول معين موجودة في منطقة واحدة. على الرغم من عدم وجود بيانات موثوقة عن الخسائر التي تسببها الأمراض الفيروسية في المنطقة العربية، ولكن متفق عليه أن العديد من هذه الفيروسات يؤثر على إنتاجية المحاصيل.
نذكر منها، الفيروسات المسببة للاصفرار (Luteoviruses) التي تصيب محاصيل الحبوب والبقوليات؛ فيروس تريستيزا الحمضيات/الموالح على الحمضيات؛ فيروس الورقة المروحية للعنب/الكرمة والفيروسات المرافقة للإلتفاف على العنب؛ فيروس موزاييك وتقزم الذرة على الذرة؛ فيروس تجعد الأوراق الأصفر للبندورة/الطماطم؛ فيروس الموزاييك الأصفر للكوسا الخضراء على القرعيات؛ فيروس البطاطا/البطاطس Y وفيروس التفاف أوراق البطاطا/البطاطس على البطاطا/البطاطس؛ فيروس البقع الحلقية الميتة للخوخ/البرقوق وفيروس تقزم الخوخ/البرقوق وفيروس جدري الخوخ/البرقوق على اللوزيات. على مدى العقدين الماضيين، تم التقليص من الخسائر الناجمة عن الأمراض الفيروسية نتيجة تطوير أصناف مقاومة أو تحسين في إدارة العمليات الزراعية.
لم تنعكس هذه التحسينات حتى الآن في بيانات الخسائر المتاحة، والتي هي في كثير من الأحيان قديمة جداً. تفتقر بعض البلدان العربية وجود منشآت لتحديد وتعريف الفيروسات بشكل صحيح، حيث يستند التحديد فقط على التشخيص الميداني والأعراض الظاهرية على النباتات الدالة. هناك حاجة ماسة لتطوير تدابير المكافحة المتكاملة من خلال الجمع بين المقاومة الوراثية والممارسات الزراعية الأخرى لمكافحة الأمراض الفيروسية في بعض المحاصيل المهمة.
للمزيد من المعلومات عن الأمراض الفيروسية في المنطقة العربية، يرجى الاطلاع على كتاب “الأمراض الفيروسية للمحاصيل الزراعية المهمة في المنطقة العربية”، الذي نشرته الجمعية العربية لوقاية النبات
الدكتورة صفاء قمري