تواجه بعض دول منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تحديات ملحة ومترابطة تتمثل في تغير المناخ وعدم الاستقرار السياسي إذ لا تعمل هذه العوامل على إضعاف نظام الحجر الزراعي وأنظمة الصحة النباتية فحسب، بل إنها تخلق أيضًا بيئة تشجع على انتشار الآفات الزراعية عبر الحدود بعمد او بدونه. في هذه الافتتاحية الموجزة، سأسلط الضوء على بعض الآفات الحشرية الرئيسة التي تفاقمت بشكل كبير على مدى العقد الماضي، مؤكدًا على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية تتناسب مع أهمية كل آفة وقدرتها على إصابة محاصيل ترتبط بمعيشة الانسان.
تركز المنظمات غير الحكومية الدولية وعلى رأسها منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) على الحشرات والامراض العابرة للحدود التي تهدد المحاصيل حيث تمتلك تلك مقدرة سريعة الانتشار عبر مناطق وبيئات متعددة والتأثير عليها سلباً أو ايجاباً في حالات نادرة. من أهم هذه الآفات العابرة للحدود الأكثر شيوعًا وأهمية الجراد الصحراوي Schistocerca gregaria وذباب الفاكهة fruit fliesوسوسة النخيل الحمراء Rhynchophorus ferrugineus ودودة الحشد الخريفية Spodoptera frugiperda التي غزت الذرة في عام 2016 في غرب إفريقيا. ونظرًا لأن هجرة هذه الآفات غالبًا ما تساعدها الرياح القوية والتجارة والعوامل المناخية والسياسية، فقد نجحت آفات حشرية أخرى في الانتقال عبر البلدان والقارات، مثل دودة أوراق الحمضيات Phyllocnistis citrella في عام 1994 ودودة أوراق الطماطم Tuta absoluta (=Phthorimea absoluta) في عام 2006.